مكتب حازم المدني محامون و مستشارون قانونيون
انضمام السعودية لبروتوكول مدريد: حماية علامتك التجارية عالمياً
تتمتع العلامات التجارية بأهمية اقتصادية كبيرة وقيمة مالية عالية. فهي تؤثر على اقتصادات الأفراد والمؤسسات، بل وحتى على اقتصادات الدول، وذلك من خلال الاستغلال الأمثل لهذه العلامات.
أولاً: نظرة عامة على بروتوكول مدريد
تم إنشاؤه في عام 1989 كبروتوكول ملحق باتفاقية مدريد الخاصة بالتسجيل الدولي للعلامات، والتي تعود جذورها إلى عام 1891. بموجب بروتوكول مدريد، يمكن لصاحب علامة تجارية مسجلة في دولة عضو (تُسمى “الدولة الأصلية” أو “دولة المنشأ) أن يتقدم بطلب لتسجيل هذه العلامة في عدد من الدول الأعضاء الأخرى من خلال إجراء موحد وبتكلفة أقل مقارنة بالتسجيل المباشر في كل دولة على حدة.
وتضم عضوية بروتوكول مدريد حالياً 115 دولة حول العالم، بما في ذلك دول رئيسية مثل الولايات المتحدة والصين واليابان والاتحاد الأوروبي.
ثانيًا: مزايا التسجيل الدولي للعلامات التجارية
انضمام المملكة العربية السعودية إلى بروتوكول مدريد يوفر العديد من المزايا الهامة لأصحاب العلامات التجارية في المملكة، والتي تشمل:
1. توسيع نطاق الحماية:
يتيح التسجيل الدولي للعلامات التجارية حماية علامتك في جميع الدول الأعضاء في بروتوكول مدريد، والتي تبلغ 115 دولة حالياً. هذا يمثل اتساعًا كبيرًا في نطاق الحماية مقارنة بالتسجيل المحلي في المملكة فقط.
2. توفير الوقت والجهد:
بدلاً من التقدم بطلبات تسجيل منفصلة في كل دولة، يمكن لصاحب العلامة التجارية تقديم طلب واحد عبر نظام مدريد. وهذا يوفر الكثير من الوقت والجهد والتكاليف المرتبطة بعملية التسجيل.
3. إمكانية التعديل والتجديد:
بمجرد تسجيل علامتك تحت بروتوكول مدريد، يمكنك إجراء أي تعديلات عليها أو تجديد التسجيل بسهولة من خلال إدارة واحدة، دون الحاجة للتعامل مع إدارات مختلفة في كل دولة.
4. الحماية من التعدي:
يمنحك التسجيل الدولي الحق في منع الغير من استخدام علامتك التجارية أو أي علامات مشابهة لها في جميع الدول الأعضاء في البروتوكول. وهذا يعزز قدرتك على حماية حقوقك في هذه العلامة.
ثالثًا: شروط التسجيل الدولي للعلامات التجارية
1. التسجيل الأصلي في الدولة:
أولاً، يجب أن تكون العلامة التجارية مسجلة أصليًا في المملكة العربية السعودية، أو أن يكون هناك طلب تسجيل معلق لدى الهيئة السعودية للملكية الفكرية.
وهذا الشرط يوضح أهمية التسجيل المحلي او الوطني فيما يخص تسجيل العلامة التجارية
2. طلب التسجيل الدولي:
بعد الحصول على التسجيل المحلي، يمكن للمالك تقديم طلب التسجيل الدولي عبر نظام مدريد. ويتم ذلك عبر الهيئة السعودية للملكية الفكرية باعتبارها “المكتب المنشأ” للطلب.
3. تحديد الدول المطلوب التسجيل بها:
في طلب التسجيل الدولي، يجب على مالك العلامة تحديد الدول الأعضاء في بروتوكول مدريد التي يرغب في تسجيل علامته بها.
4. دفع الرسوم المطلوبة:
هناك رسوم محددة يجب دفعها لإتمام عملية التسجيل الدولي. وتختلف هذه الرسوم بحسب عدد الدول المطلوب التسجيل بها وفئة السلع والخدمات المراد حمايتها.
5. استيفاء المتطلبات الفنية:
يجب أن تستوفي العلامة التجارية المطلوب تسجيلها الشروط الفنية المحددة، مثل الحد الأقصى لعدد الألوان والحجم والشكل.
رابعًا: الفرص المتاحة لأصحاب العلامات التجارية
1. الوصول إلى أسواق جديدة:
إن التسجيل الدولي يتيح لأصحاب العلامات التجارية إمكانية الوصول إلى أسواق جديدة في الدول الأعضاء في بروتوكول مدريد، والتي تضم اقتصادات كبرى وواعدة حول العالم.
2. تعزيز قيمة العلامة التجارية:
الحماية الدولية للعلامة التجارية تساهم في تعزيز قيمتها واعتبارها كأصل ثمين للشركة، مما يساعد في زيادة قيمة العلامة التجارية وقيمة الشركة ككل.
3. الحماية من التعدي والقرصنة:
التسجيل الدولي يوفر حماية أقوى ضد أي محاولات للتعدي على العلامة التجارية أو استخدامها بشكل غير قانوني في الدول الأعضاء في البروتوكول.
4. التعامل مع إدارة واحدة:
بدلاً من التعامل مع إدارات مختلفة في كل دولة، يمكن لأصحاب العلامات التجارية إدارة تسجيلهم الدولي من خلال مكتب واحد في المملكة.