مكتب حازم المدني محامون و مستشارون قانونيون
الفروق الجوهرية بين انواع المسؤولية في نظام المعاملات المدنية القديم و الحالى
يهدف نظام المعاملات المدنية الجديد إلى تطوير وتحديث التشريعات المدنية في ضوء التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية التي شهدها العالم. ويتضمن هذا النظام تنظيما جديدا لمسؤولية الفاعل عن أفعاله أو تقصيره في مختلف المجالات، مثل المسؤولية التعاقدية والمسؤولية التقصيرية ومن هنا نوضح ما هي اهم الفروق بين انواع المسؤولية التي تم ذكرها و ما الذي اضافه النظام الحالي لكل منهما .
المسؤولية التعاقدية هي المسؤولية التي تنشأ عن خرق الطرف لإلتزاماته المتعاقد عليها في عقد مبرم بينه وبين طرف آخر. وتتطلب هذه المسؤولية وجود عقد صحيح وساري وخرق من جانب أحد الأطراف وضرر للطرف الآخر وعلاقة سببية بين الخرق والضرر. ويكون الغرض من هذه المسؤولية تعويض الطرف المتضرر عن الخسارة التي لحقت به نتيجة لخرق الطرف الآخر.
المسؤولية التعاقدية هي المسؤولية التي تنشأ عن خرق الطرف لإلتزاماته المتعاقد عليها في عقد مبرم بينه وبين طرف آخر. وتتطلب هذه المسؤولية وجود عقد صحيح وساري وخرق من جانب أحد الأطراف وضرر للطرف الآخر وعلاقة سببية بين الخرق والضرر. ويكون الغرض من هذه المسؤولية تعويض الطرف المتضرر عن الخسارة التي لحقت به نتيجة لخرق الطرف الآخر.
ووفقاً لنظام المعاملات المدنية الجديد نشير الي شروط المسؤولية التعاقديةو هي:
- - وجود عقد صحيح وسارٍ بين طرفين.
- - خرق أحد طرفي العقد لالتزامه بشكل كلي أو جزئي.
- - حصول ضرر للطرف الآخر نتيجة لهذا الخرق.
- - وجود علاقة سببية بين الخرق والضرر.
هل اختلفت شروط المسؤولية التعاقدية بين نظام المعاملات المدنية القديم والحالي ؟
هذه الشروط تتفق مع ما كان مقرراً في نظام التعاملات المدنية السابق، باستثناء أن النظام الجديد أضاف شرطاً جديداً هو عدم وجود سبب يبرر أو يستثني من المسؤولية. وهذا يعني أنه إذا كان هناك سبب قانوني أو تعاقدي يبرر خرق الطرف لالتزامه، أو يستثنيه من المسؤولية عن ذلك، فلا يحق للطرف الآخر المطالبة بالتعويض. ومثال على ذلك حالة حصول قوة قاهرة تمنع الطرف من تنفيذ التزامه.
بالاضافة الي ذلك نود ان نشير الى ما هو مدى حجم التعويض في نظام المعاملات المدنية الجديد ؟
قد حدد النظام التعويض بأحدى حالتين الاتين :
- - إذا كان هناك اتفاق بين طرفي العقد على حجم التعويض، فإن هذا الاتفاق يكون ملزماً لهما، ما لم يكن مخالفاً للقانون أو المصلحة العامة.
- - إذا لم يكن هناك اتفاق بين طرفي العقد على حجم التعويض، فإن التعويض يقدر بما يعادل الضرر الفعلي والمتوقع الناشئ عن الخرق، مع مراعاة درجة الخطأ والتقصير من قبل الطرف المخل.
وهنا ايضا نود ان نشير الي هل يوجد اختلاف بين حالات التعويض بين النظام القديم والحالي ؟
نعم ففي الحالتان السابقين التي تم ذكرهم اعلاه يختلفان عن ما كان مقرراً في نظام التعاملات المدنية السابق، الذي كان يحدد حجم التعويض بما يسمى بالضرر المثبت، وهو الضرر الذي يمكن إثباته بالأدلة والبراهين. وكان هذا يعني أنه لا يمكن التعويض عن الضرر المتوقع أو المحتمل، ما لم يكن مثبتاً بطريقة قانونية. وهذا كان يحد من حقوق المتضرر من خرق العقد، ويصعب عليه تحصيل التعويض المناسب.
اما المسؤولية التقصيرية فهي المسؤولية التي تنشأ عن تسبب الفاعل في ضرر لغيره بدون وجود علاقة تعاقدية بينهما. وتتطلب هذه المسؤولية وجود فعل أو تقصير من جانب الفاعل وضرر للمجني عليه وعلاقة سببية بين الفعل أو التقصير والضرر. ويكون الغرض من هذه المسؤولية تعويض المجني عليه عن الضرر الذي لحق به نتيجة لفعل أو تقصير الفاعل. ونود ان نشير الي ان المسؤولية التقصيرية تشمل كافة الأضرار التي يتعرض لها الطرف المتضرر، سواء كانت مادية أو معنوية، شرط أن تكون مباشرة ناتجة عن الخلل .
اما المسؤولية التقصيرية فهي المسؤولية التي تنشأ عن تسبب الفاعل في ضرر لغيره بدون وجود علاقة تعاقدية بينهما. وتتطلب هذه المسؤولية وجود فعل أو تقصير من جانب الفاعل وضرر للمجني عليه وعلاقة سببية بين الفعل أو التقصير والضرر. ويكون الغرض من هذه المسؤولية تعويض المجني عليه عن الضرر الذي لحق به نتيجة لفعل أو تقصير الفاعل. ونود ان نشير الي ان المسؤولية التقصيرية تشمل كافة الأضرار التي يتعرض لها الطرف المتضرر، سواء كانت مادية أو معنوية، شرط أن تكون مباشرة ناتجة عن الخلل .
ونود ان نشير الي بعض الاستثناءات التي اضافها النظام الجديد للمسوؤولية التقصرية وهما :
- - إذا كان الخلل ناتجاً عن سبب خارج عن إرادة الطرف المخل، ولم يكن بإمكانه تجنبه أو منع حدوثه أو إزالة آثاره، مثل القضاء أو القدر أو الحالة القاهرة.
- - إذا كان الضرر ناتجاً عن سبب يعود إلى الطرف المتضرر، أو إلى طرف ثالث، أو إلى عيب في الشيء المتعاقد عليه.
- - إذا كان الطرف المتضرر قد وافق على تحمل الضرر أو تنازل عن حقه في المطالبة بالتعويض، ما لم يكن ذلك مخالفاً للنظام أو للأخلاق العامة.
إذن في النهاية ، يمكننا ملاحظة أن هناك فروق جوهرية بين انواع المسؤولية في نظام المعاملات المدنية الجديد، سواء من حيث مصادرها أو شروطها أو أغراضها. وتشكل هذه الفروق تحديات قانونية وممارسات قضائية جديدة .
إن محتویات ھذه الصفحات ھي لمعلوماتك العامة واستخدامك العام فقط، وتخضع ھذه المحتویات للتغییر بدون إشعار. نحن لا نقدم أي تعھد أو ضمان لدقة المعلومات والمواد المشمولة في ھذا المستند وقد تحتوي على غلط أو أخطاء وعلیھ نحن نخلى، وبشكل صریح، طرفنا من أیة مسئولیة مترتبة عن أي غلط أو أخطاء لأقصى حد مسموح بھ بموجب القانون. إن استخدامك لأیة معلومات أموجودة في ھذا المستند ھو على مسئولیتك الخاصة، وبدون تحمل أیة مسئولیة من طرفنا. تقع علیك وحدك مسئولیة التأكد من أن أیة معلومات متوفرة من خلال موقع الإنترنت تلبي وتتوافق مع متطلباتك المحددة ان. الوثائق المنشورة عبر ھذا الموقع متاحة فقط للتحمیل و لا یجوز نقل أو استنساخ أي وثیقة من ھذا الموقع الى موقع الیكتروني آخر.