مكتب حازم المدني محامون و مستشارون قانونيون

نظام المواصفات والجودة السعودي الجديد: تحليل لأبرز الأحكام والأهداف الرئيسية

مع قرب دخول نظام المواصفات والجودة السعودي الجديد حيز التنفيذ، أصبح من الضروري أن يتعرف أصحاب الأعمال والصناعات على الأحكام القانونية التي تؤثر على المنتجات المحلية والمستوردة، سواء في المتاجر التقليدية أو الإلكترونية. ويأتي هذا النظام ضمن جهود المملكة في تعزيز معايير السلامة والجودة، وضمان مستوى ثابت من الامتثال للمتطلبات القانونية والتقنية في مختلف المنتجات.

بعد موافقة مجلس الوزراء على نظامي سلامة المنتجات والمواصفات والجودة بموجب المرسوم الملكي رقم (م/36) وتاريخ 29/1/1446هـ، والذي نُشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 18 أغسطس، تم تأكيد وضع إطار تنظيمي شامل. وتبرز أهمية هذا النظام في دوره كمرجع للأحكام القانونية المتعلقة بجودة وسلامة المنتجات، إلى جانب دور الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة في ضمان الالتزام بهذه المعايير.

أولاً: نظام المواصفات والجودة الجديد وأهميته

1. الامتثال القانوني والتنظيمي
• التعرف على الالتزامات القانونية: يوضح النظام الأحكام الرئيسية المتعلقة بالإجراءات والمطابقة، مما يساعد عملاء المكتب على فهم متطلبات الامتثال وتجنب العقوبات.
• تفادي العقوبات: يفرض النظام عقوبات صارمة على المخالفات، مما يمكن العملاء من تصحيح مسار عملهم قبل وقوع أي مشاكل قانونية.
2. حماية العلامة التجارية والمصداقية
• ضمان الجودة: الامتثال للنظام يعزز من جودة المنتجات، مما يحسن سمعة الشركات.
• تفادي النزاعات القانونية: يقلل النظام من احتمالية التعرض لدعاوى قانونية بسبب المنتجات غير المطابقة.
3. دعم العمليات التجارية
• تحقيق ميزة تنافسية: يساعد الامتثال للمواصفات القياسية على تعزيز تنافسية المنتجات السعودية.
• دعم التصدير: يمكن العملاء من فهم كيفية تبني المواصفات الدولية.

4. حماية المستهلك: ضمان سلامة وجودة المنتجات المتداولة في السوق السعودية، سواء كانت محلية أو مستوردة، وتوفير بيئة تسوق آمنة للمستهلكين.
5. تعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني: رفع مستوى جودة المنتجات السعودية وتمكينها من المنافسة في الأسواق العالمية، مما يساهم في تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاقتصاد الوطني.
6. تطوير القطاع الصناعي: تشجيع الصناعات المحلية على تبني أفضل الممارسات العالمية في مجال الجودة، ودعم نمو القطاع الصناعي وتحقيق التكامل الوطني.
7. تحقيق رؤية 2030: المساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال بناء اقتصاد متنوع ومستدام، وتعزيز مكانة المملكة كمركز تجاري ولوجستي عالمي.”

ثانيًا: أبرز أحكام النظام

يتناول نظام المواصفات والجودة الجديد عدة أحكام رئيسية تشمل:

1. التعريفات: يقدم النظام تعريفات دقيقة للمفاهيم الأساسية مثل:
– “التقييس” وهو مجموعة من الأنشطة المتسقة التي تهدف إلى تبني أو اعتماد المواصفة والوثيقة ذات الصلة.
– “الجودة” الدرجة التي تحققها مجموعة من الخصائص المبنية على متطلبات أو توقعات أو أهداف.
– و”المواصفة” هي وثيقة معتمدة تضع القواعد والتعليمات أو الخصائص للمنتجات أو العمليات وطرق الإنتاج ذات العلاقة، ولا يكون التقيد بها إلزاميًا.

بالإضافة إلى عدد من التعريفات الهامة الأخرى، الأمر الذي يسهم في توحيد الفهم وتطبيق الأحكام.

2. هيئات التقييس والرقابة: يعزز النظام دور الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة كجهة تنظيمية مسؤولة عن إعداد واعتماد المواصفات، ومنحها صلاحيات واسعة للإشراف على الالتزام بالمعايير، بما في ذلك حماية الصحة والسلامة العامة وحماية البيئة.

كما أوضحت المادة الرابعة من النظام مجموعة من الأهداف التي يسعى نشاط التقييس لتحقيقها، وتشمل ضمان مستويات عالية من الحماية لصحة وسلامة البشر والحيوانات، وحماية النباتات والممتلكات، وتعزيز الأمن والمحافظة على البيئة. كما يساهم النظام في تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد السعودي، ويضمن حماية مصالح المستهلك وتلبية توقعاته، إضافة إلى تعزيز كفاءة استخدام الموارد.

3. إجراءات التقييم والمطابقة: يحدد النظام الإجراءات التي يتعين على الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة اتباعها لتقييم مدى مطابقة المنتجات والخدمات للمواصفات القياسية. وتشمل هذه الإجراءات اختبارات وفحوصات دقيقة لضمان الجودة. كما أكدت المادتان الخامسة والسادسة من النظام على الدور الأساسي الذي تقوم به الهيئة في هذا المجال.
4. خصص الباب الثالث من النظام لمهام إعداد واعتماد وتبني المواصفات والوثائق ذات الصلة. فبالنسبة للتصنيفات والمواصفات القياسية، وضع النظام آليات واضحة لتطوير واعتماد المواصفات القياسية الوطنية مع إلزامية الامتثال لها، مع إمكانية اعتماد مواصفات دولية عند عدم توفر مواصفات محلية.
5. العقوبات والمخالفات: يفرض النظام عقوبات صارمة على الجهات التي تخالف المواصفات القياسية أو تتلاعب بجودة المنتجات، وتم تنظيم هذه العقوبات في الباب السادس. وتشمل العقوبات غرامات مالية، أو تعليق العمل، أو سحب التراخيص. كما تنص المادة 22 من النظام على العقوبات المطبقة في حالة مخالفة الأحكام الواردة فيه.
6. التحقق والإبلاغ: يتطلب النظام من الجهات المنتجة والموردة الالتزام بإجراءات التحقق المستمر من مطابقة منتجاتها للمواصفات القياسية، إضافة إلى إلزامية تقديم تقارير دورية للهيئة الرقابية.

ثالثُا: التأثير المتوقع للنظام

مع اقتراب تطبيق النظام الجديد، يتوقع أن يكون له تأثيرات إيجابية واسعة، تشمل:
• تعزيز ثقة المستهلكين في المنتجات المحلية، مما يسهم في زيادة الطلب المحلي والدولي على المنتجات السعودية.
• تحقيق الكفاءة الاقتصادية من خلال تقليل تكاليف الإنتاج التي تنتج عن قلة الجودة أو إعادة التصنيع.
• دعم رؤية المملكة 2030 عبر تحسين موقع المملكة في مؤشرات الجودة والابتكار.

رابعًا: اللائحة التنفيذية

من المتوقع أن يقوم مجلس إدارة الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بإصدار اللوائح التنفيذية قريبًا، حيث تنص الأحكام الختامية للنظام على أن تصدر هذه اللوائح خلال مدة لا تتجاوز 90 يومًا من تاريخ نشر النظام في الجريدة الرسمية.

وفي الختام، يمثل نظام المواصفات والجودة السعودي الجديد خطوة نوعية نحو تعزيز معايير الجودة في المملكة. ومع اقتراب موعد نفاذه، يجب على جميع القطاعات الالتزام بأحكام النظام لتحقيق الأهداف المرجوة والمساهمة في دفع عجلة التنمية نحو اقتصاد مستدام ومتنوع.